منذ مدة لم تعد النملة قادرة على الكلام المباح أمّا غير المباح فله تكاليف هي عاجزة عن دفعها اللحظة .
التجأت الى الصمت و المدّ عارم و الظرف عصيب ، و الجروح مفتوحة ،وضعت كمّامة و نامت على رماد احلامها تاركة صاحبتها امام بياض اوراقها ترفع مرساتها و تلقيها في زمن كثر فيه الضجيج و قلّ فيه الفكر.
لا تلوموا النملة في صمتها والرفيقة في وحدتها ،هي لم تجبن اذ انفردت و تفرّدت في غيابها فقد تكون استراحة مقاتل او يأس من الاحداث في ليل مدلهمّ، فجرُه بعيدٌ و أهواله عاتية و قرّه مضنٍ
لا تلوموا النملة و تقولوا تولّت يوم الزحف…
لا هي انسحبت مثل دبٍّ قطبي يلجأ الى كهف بعيد حتى تلتئم جراحه …
لا تتقوّلوا على النملة فالفحل أيضا يحتاج الى راحة ليستجمع فيها قواه …
لا تحمّلوا الفحول فوق طاقتهم، دعوهم لصمتهم او لعزلتهم او لخيباتهم …