الرئيسية قلم رشاش العبرة بالنهاية

العبرة بالنهاية

بقلم وهيبة جموعي
A+A-
إعادة

بعض القرارات المصيرية ستأخذها وجدك و لن يكون في ساحة المعركة سواك .الكثير سيتخلى عنك و قد يحكم عليك بقسوة ، و قد يصدق كل ما تقذف به اذا انت سقطت بل توقّع أنّ هناك من سيأخذ سكينا و يشترك في عملية التقطيع التي سيتعرض لها قلبك أو روحك أو عرضك و سمعتك لأنّ الناس ميّالون الى استسهال الامور، و تصديق تهمة او كذبة أو أي افتراء أو حكم باطل ضدك أسهل من البحث عن الحقيقة التي تنصفك وقد تجعلك في موقع الأبطال لو استخدموا عقولهم و حلّلوا القرار أو الموقف الذي سوّغت لهم انفسهم الصغيرة ان يحكموا عليك من خلاله ..
لا تهتم اذن بما يقال خلفك ، بما يقال فيك حين تُقدِمُ على أمر جَلَل وحدك أو قليل مثلك من يعرف قيمته و ضرورته و أهميته .
لا تكترث لنظرات الدهشة أو أقاويل البهتان التي ينسجها الضعفاء ، الجبناء و الحاقدون ضدك لتصغير أو تحريف مواقفك المشرفة و اعمالك السديدة و قراراتك الرشيدة التي هم غير قادرين عليها ، فهذه وسيلة دفاع ذاتي ليبرّروا بها تخاذلهم و صغارهم و دناءتهم امام انفسهم و محيطهم.
لا تولي بالاً للعقبان التي تنهش لحمك فالله عز و جل في عليائه صدفوا عن كلامه و هو يغرقهم في أرزاقه و الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام اتهموه بالسحر و الجنون وهو يدعوهم الى الخلاص من جاهليتهم و زوجته عائشة رضي الله عنها رموها في عرضها و هي بريئة براءة الذئب من دم يوسف ،و ان رشد أحرقت كتبه لأنه لا يفكر مثلهم ، فماذا تنتظر من الناس غير الانكار و النكران و الاقصاء و الاراجيف ان كانوا لا يطالون قامتك.
هوّن عليك و سر قدما في طريقك و ثق أن الذي هداك الى ذاك القرار او الموقف أو الفعل هو وحده الذي سينير دربك و يزيل الشوك عنه و ينصرك و لو بعد حين .
وصدق المتنبي في قوله:
وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
أين هم الذين رموا المتنبي بكل قبيح ؟ ذهبوا هم و بهتانهم و بقي هو خالدا على مرّ التاريخ .
الأفعال العظيمة اذن غير ميسّرة الاّ لذوي النفوس الكبيرة و العقول المستنيرة و الهمم العالية فلا تجعل لمن يستهين بها اليوم طريقا الى فكرك .
تجاوز و سر على دربك و تقدم بمعية الله..
و من سار على الدرب وصل امّا الى نصر مؤزّر في الدنيا أو الى جنان الرحمان في الحياة الاخرى، فالعبرة بالنهاية.

قد يعجبك أيضا

أترك تعليقا