12 البداية كانت صمتا عربيا مذهولا والحرب على الأشراف تعلن ، ظلت صمتا عربيا مقهورا ورحى الحرب على الأحرار تدور ، استمرت صمتا عربيا لامباليا وقد اعتيدت مشاهد المجازر المهولة التي ما انفكّت تتوالى . صمت مهين ، مستكين ، قاتل والعدو يرتع على أراضينا، والعدو يمعن في تقتيل أطفالنا والعدو الوقح يستلذ ويستعرض على شاشاته اذلالنا وخضوعنا . والعدو الغاشم يستمر في قضم أراضينا وتمريغ أنوفنا في التراب ونحن عمّا كانت بالأمس امانيه وصارت اليوم وقائعه ومكاسبه ذاهلون ، بخرائطه الوهمية التي يصيّرها رغما عنا واقعية غير مبالين ، على ردّ جبروته وكرهه الذي يجاهر به غير قادرين ولا منفعلين، موات لم يعد يحرّك فيهم ساكنا أي فعل يصدر منه أو من أذنابه ومواليه الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه ويقودوننا الى مسلخه كقطيع بهيم. والصمت طال منذ أكتوبر ليردفه أكتوبر ويزيد عليه نوفمبر والحال صمت ، صمت قاتل ، مميت وقد ذهب حتى الانفعال الذي رافقه في البداية ليصبح حافيا من مشاعر الاستنكار والغضب فالاعتياد يخفف فورة المشاعر ان لم يطوها في رماد وبرودة العدم. والعدوّ قارئ لسيكولوجية الجماهير ، دارس لأساليب الترويض والتدجين ولوم الضحية وترك الجلّاد طليق اليدين. العدوّ قارئ ، فاهم ، خبيث ، محتال راهن على صمتنا فانقلب من غزة الى الضفة الى لبنان ونحن لا زلنا صامتين . وكان منذ أمد يرتع ويمرح في أجواء سوريا ولم نحفل.. بعضنا له خاشعون… أكثرنا عنه لاهون… والنهاية هي المسلخ المشترك للجميع من صَمَتَ ومن جَبُنَ ومن أشاح بناظره حتى لا يرى ومن استمر يعتاش ويعشش في الزوايا المظلمة من الدنيا ويظن ان حياته ستستمر بعيدا عن دائرة الصراع والقتل والتنكيل، ومن أمّن على فعل الإبادة الممارس على اخوة لنا هم منّا ونحن منهم ولكن أصبحنا يا ويلنا عليهم بصمتنا وتخاذلنا ، الشيء الذي أكده د.عبدالوهاب المسيري رحمه الله في لقائه مع أحمد منصور على قناة الجزيرة وهو يقول” أن الكيان المحتل يعتمد في بقائه على عاملين رئيسيين هما الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود والصمت العربي أيضا اللامحدود وإذا تحطم أحد العاملين أو كلاهما اختفى الكيان من المنطقة في أسرع وقت”. انهم يموتون اليوم تحت أنظارنا وغدا يأتي دورنا ولن يشهد موتنا أحد ولن يبكينا أحد ولن يترحم علينا احد فنحن رضينا ان نكون شيئا غير مذكور وعملنا على ان نستمر في دائرة الصفر منذ البداية ومن قَبِلَ بالصفر بدءا فلا يعجبنّ أن تكون خاتمته صفرا. ولكن الأمل بالطبع موجود… موجود حقّا؟ موجود للأغبياء السعداء كما سماهم الجنرال “ديغول” موجود لللاّهين ، الغافلين ، المتشبثين بالأماني الطوال … موجود للغارقين اللحظة في النعم … وطول الامل يحيي قبل أن يكبّ الوجوه الكالحة في كهوف العدم وصدق البرت انشتاين وهو يقول :"العالم مكان خطير جدا ليس بسبب أولئك الذين يفعلون الشر ولكن بسبب أولئك الذين يرون ذلك ولا يقومون بأي فعل " The world is a very dangerous place. Not just because of those who do evil, but because of those who see it and do nothing. ~ Albert Einstein ~ الصمت القاتلعالم في خطر 0 تعليقات 0 FacebookTwitterPinterestEmail حساب الكاتب منشورات الكاتب انتهى الدرس يا غبي انهم يدنّسون بيوت الله كيف يموت السنواريون يحي السنوار : شهادة كاتب اسرائيلي الثوار لا يموتون ملائكة معذّبة وهيبة جموعي المنشور السّابق انهم يدنّسون بيوت الله قد يعجبك أيضا انهم يدنّسون بيوت الله 2024-11-03 كيف يموت السنواريون 2024-11-03 الثوار لا يموتون 2024-11-02 غزة اليوم: الخير بيّنٌ والشر بيّنٌ 2024-07-19 نساء شامخات 2024-05-08 مبادئ على المحكّ 2024-04-26 أترك تعليقا إلغاء التعليق احفظ اسمي وبريدي الإلكتروني وموقعي في هذا المتصفح للمرة القادمة التي أعلق فيها. Δ