الرئيسية قلم رشاش انهم يدنّسون بيوت الله

انهم يدنّسون بيوت الله

بقلم وهيبة جموعي
A+A-
إعادة

جنود الاحتلال يعيثون فسادا و يحيلون خرابا بيوت الله في غزة …

جنود الكيان ومنمعهم يقتحمون المساجد بعد دكّها ويمزقزن المصاحف أو يغنون على منابرها ، ويأخذون لأنفسهم صورا وهم يلهون داخلها ويضحكون …

ماذا نقول؟

ماذا يمكن أن يقال في هذا المقام ولا مقام لشيء ولا لأحد حين يُعبث بمقدسات المسلمين جهارا نهارا ويمر الخبر تلو الآخر ويسقط المسجد تلو الآخر ويدنس الجنود الصعاليك حرمة المساجدمرارا وتكرارا وتلتقط الصور وتنشر وتصوّر الأقمار الصناعية مشاهد القصف وسقوط المآذن وتؤخذ الصور التذكارية الوسخة لتشهد على بشاعة العالم …

وهو يصمت،

وهو يفقد روحه،

وهو ينزاح الى القعر الموحل دون أن يسارع الى استدراك نفسه قبل النهاية المحتومة ؟؟؟

هل نقول:لو كانوا مسلمين هؤلاء الحمقى وقاموا بنفس الأفعال مع معابد اليهود أو كنائس الموالين لهم ، المدافعين عنهم ، المشاركين لهم في القتل والتدمير لقامت الدنيا ولم تقعد ولرموهم في قنواتهم ، مواقعهم ومنصات أحاديثهم وأخبارهم بكل النعوت القبيحة ولأخرجوهم من صنف البشرية باعتبارهم لا يحترمون مقدسات الغير ولا عقيدة الآخرين؟
غير انهم ليسوا مسلمين (وحاشا للمسلمين أن يفعلوا ذلك)، وفضلا عن ذلك هم اسرائيليون ، صهاينة لا يحفظون في مسلم الاًّ ولا ذمّة وكيف يحفظون وأسيادهم يعتبرون المسلمين وحوشا بشرية ويتقربون بذبح أطفالهم في فلسطين الى الاههم الذي يعبدون.


لن نقول “عيب” فالكلمة تقول لمن تربى على الأخلاق الحسنة واذا انحرف قوّمناه بهذه الكلمة ، امّا من هوايته الفتك ،القتل ،الاغتصاب ،هتك الحرمات وعرض الآدميين من رجال وشيوخ عرايا أمام كاميرات العالم في نشوة وانتصار ، والفخر بذلك على أنه انجاز بطولي، كيف يمكن أن نحدثه على العيب ؟
الكلمة لا محل لها من الاعراب مع من تنازل عن انسانيته طوعا وفخارا ، ولا مع من خلّفوه وربّوه أوعلّموه أوقادوه وصيّروه وحشا يخبط خبط عشواء على تراب المستضعفين في الأرض.
ولكن نعود ونكرّر للمرة المليون اللوم لا يقع عليهم هؤلاء الأغرار وعلى أمثالهم ممّن أخذتهم حميّة النيل من “أعدائهم” كما لقّنوه لهم في البيوت والمدارس والشاشات فقد شبّوا على أنّ “الموت للعرب” ،

ولن نقول “حرام” فالحرام لا يعرفه الاّ من آمن حقّا بوجود اله يغضب اذا انتهكت حرماته مهما كانت ديانته فاذا هو يرتدع حين يتذكر من في السماء عن اقتراف ما يجلب نقمته في الأرض.

ولن نقول “عجبا” كيف يتجرؤون على أقبح فعل وهم سادرون في الغي ،القتل والاجرام لا يوقف زحفهم وحقدهم حاجز أخلاقي أو روحي أو انساني؟

نقول بكل أسف وأسى:

اللوم يقع على تلك الحشود المسلمة في سبع وخمسين دولة لم تتحرّك مشاعرها ولم تهبّ يومًا للذوذ عن أقدس و أشرف مقدساتها التي وهبها الله ايّاها .

اللوم يقع على من خاطبهم ربّهم قائلا:
“ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم .” ليبيّن لهم الظلم العظيم الذي لحق ببيوته فيهبّوا كالصاعقة لحمايتها لكنهم تركوا الأمر في ضعف وخنوع لغضبه وعقابه دون سعي منهم لنيل شرف الدفاع عن حياض الله.

غير أنهم كغثاء السيل وهو تشبيه أبدع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ونبوءة نعيشها تؤكد لنا انه نبيّ مرسل وأنه لا ينطق عن الهوى وانّ ما فعله ذات زمن مضى في المدينة المنورة هو ما يجب أن يفعل في كل مكان وزمان مع من لا يحفظ عهدا ولا ودّا ولا ميثاقا لأحد.

قد يعجبك أيضا

أترك تعليقا