221 و نحن في غمرة الحياة التي تشغلنا بتوافهها أكثر من عظائمها ، و نحن منغمسون حتى الذقن في ضحالة افكارنا و أعمالنا و مشاغلنا التي تتناسل لتلهينا عما هو خير لنا ، و نحن لاهثون في قفار حياتنا ننسى حتى أن نستثمر في تلك الفسحة الالاهية التي منّ الله بها علينا لراحتنا و سلامة أرواحنا و أجسادنا و لابعادنا عمّا يكدّر صفونا و يسبب تعاستنا و شقاءنا و يلهينا عن ينبوع الرحمة الربانية الذي لا ينضب ابدا مهما كثرت خطايانا و عظم جحودنا . يكفي فقط أن نقدم على الله في مواعيده المحددة و نصلي صلاة حقيقة به تعالى لنخرج بعدها بدقائق ونحن براء من سوادنا . *يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله عن تأخير الصلاة*:الفكرة التي *تخجلني* في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لستُ أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة ،ولا أنا من اختار التوقيت..*الخالق تعالى هو* من قدّر ذلك. الله الذي خلق هذا الكون بعظمته واتساعه وجماله وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته *هو الذي يريدني أن أقف بين يديه، وأكلمه، وأناجيه*.وأنا ماذا أفعل.في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته، مُقدّماً عليه كل أمرٍ تافه، وكل شأنٍ ضئيل.*الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم*) لأقف بين يديه؛ وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية!.يطلبني لبضع دقائق فقط، وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل، ثم آتيه متأخراً كعادتي.أيّ تعاسةٍ أكبر من ذلك..!!يدعوني سبحانه وتعالى (*لاجتماع مغلق*) بيني وبينه، أنا صاحب الحاجة، وهو، الغني المتفضل؛ *وأنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار والسرحان*. أحضر بجسدي ويغيب عقلي.*يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات؛ لأريح بدني وعقلي، وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها، وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي*.*هو الخالق العظيم، الغني عني وعن عبادتي ووقتي، يطلبني ليسمع صوتي وأنا الذي يماطل*.ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني.*أنا الحاضر الغائب* ..*هو تعالى يريده اجتماعاً خاصّاً*وأنا أجعله حصةَ تسميعٍ باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلاً شارداً.فأي بؤسٍ أكثر من هذا..؟!! 0 تعليقات 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinEmail حساب الكاتب منشورات الكاتب منه واليه صلى الله عليه وسلّم عن بَطَلاتِ العالم الحقيقيّات ! إقامة الشرع في سوريا ونموذج أفغانستان ناس وضمائر رجال رائعون حقا! كتّاب منّا لكن علينا وهيبة جموعي المنشور السّابق للصداقة ضريبة المنشور التّالي لماذا الرحيل؟ قد يعجبك أيضا ايزابيل ابرهارت و رحلة الحب و الجنون 2022-01-05 الشيخ و …الكتاب 2022-01-04 آهات أمام خريطة العالم العربي 2022-01-03 سنذهب جميع الى الجنة 2021-12-31 جيجل… عودة الحياة! 2021-12-02 جيجل !…من سدرة المنتهى 2021-12-02 أترك تعليقا إلغاء التعليق احفظ اسمي وبريدي الإلكتروني وموقعي في هذا المتصفح للمرة القادمة التي أعلق فيها. Δ