46 السّلام عليكَ يا صاحبي، ينفطرُ قلبي حين أقرأ في كتبِ الحديث أنَّ صحابياً سأل آخر: من أين؟ فقال له: من عند النَّبي ﷺ وصحابياً لقيَ صحابياً في الطريق فقال له: إلى أين؟ فقال له: إلى النَّبي ﷺ هكذا بهذه البساطة، وبهذا الجمال، من عند النَّبي ﷺ وإليه! وددتُ لو أني آتيه، فأقولُ له: يا رسول الله، قلبي يؤلمني! فيمسحُ على صدري، ويُصبرني، ولعله يقول لي: لا تبتئسْ إنما هي أيام وتمضي! أو لعله يضعُ يده فوق قلبي ويقول: اُثْبُتْ قلب! فيثبتُ ويطمئن، فقد ثبتَ أُحدٌ حين نادى عليه! وددتُ لو أني إذا اشتقتُ إليه، وصدر مني نشيجُ المشتاق، رقَّ لي كما رقَّ للجذعِ، فيحتضنني كما احتضَنَه ثم بعدها، على الدنيا السّلام! وددتُ لو أني إذا خاصمتُ حبيباً جئته فطلبتُ شفاعته، فمشى معي يرممُ شرخَ قلبي، تماماً كما سعى في شوق مغيثٍ حين تركته بريرة، وقال لها: لو راجعته! وددتُ لو أثقلني دَيْنٌ فجئته شاكياً، فمشى معه يستشفعُ المدينين لي، تماماً كما مشى في دين جابرٍ، وقال لليهودي الذي له عليه دين: أَنْظِرْ جابراً! وددتُ لو أساءَ لي صديقٌ فجئته متوجعاً، فانتصرَ لي، كما انتصرَ لبلالٍ حين قال له أبو ذر: يا ابن السوداء! فقال له: أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيكَ جاهلية! أو لعلي كنتُ يومها عزيزاً على قلبه كأبي بكر، فغضبَ لي، وقال: هل أنتم تاركو لي صاحبي! وددتُ لو أني إذا مرضتُ عادني في بيتي، كما عاد سعد بن أبي وقاصٍ، وربتَ على قلبه! وددتُ لو أحزنني شيءٌ فواساني، كما واسى صبياً ماتَ عصفوره! وددتُ لو أهمني أمر صغير حتى، فجئته ليخفف عني، ويمشي لي فيه، كما مشى مع جاريةٍ صغيرةٍ يشفعُ لها عند أهلها، حين أرسلوها في حاجةٍ لهم فتأخرت عنهم! وددتُ لو أني سافرتُ معه، فحرسته بقلبي وعيوني، فلعله نام على دابته من تعبه، فأسندته، فقال لي كما قال لأبي طلحة: حفظكَ الله كما حفظتَ نبيه! وددتُ لو قاتلتُ معه يوم أحدٍ، لأسبقَ طلحة، وأحني ظهري قبله، ليدوس عليه ويصعد الصخرة، ثم يقول: أوجبَ أدهم! وددتُ لو أنها كلما ضاقتْ مرَّ بي كما مرَّ بآل ياسرٍ، وقال: صبراً ياسرٍ فإن موعدكم الجنة! كان ليهون كلَّ شيءٍ عندي وقتها! حبيبي يا رسول الله، كم أشتاقُ إليكَ والسّلام لقلبكَ. (أدهم الشرقاوي) 0 تعليقات 0 FacebookTwitterPinterestLinkedinEmail حساب الكاتب منشورات الكاتب منه واليه صلى الله عليه وسلّم عن بَطَلاتِ العالم الحقيقيّات ! إقامة الشرع في سوريا ونموذج أفغانستان ناس وضمائر رجال رائعون حقا! كتّاب منّا لكن علينا وهيبة جموعي المنشور السّابق عن بَطَلاتِ العالم الحقيقيّات ! قد يعجبك أيضا عن بَطَلاتِ العالم الحقيقيّات ! 2025-03-09 إقامة الشرع في سوريا ونموذج أفغانستان 2025-01-20 رجال رائعون حقا! 2024-11-26 يحي السنوار : شهادة كاتب اسرائيلي 2024-11-02 رسالة الى أهل غزة 2024-11-02 من حيل المستعمِر 2024-07-19 أترك تعليقا إلغاء التعليق احفظ اسمي وبريدي الإلكتروني وموقعي في هذا المتصفح للمرة القادمة التي أعلق فيها. Δ