الرئيسية قلم رشاش ناس وضمائر

ناس وضمائر

بقلم وهيبة جموعي
A+A-
إعادة

كثير من الناس لا ضمير لهم هذه الأيام ، وبعضهم ممن لا زالوا يملكون مسوحا من يقظة ضمير حين تحشرهم في زاوية مع ضمائرهم يسخطون عليك ويبحثون لك عن هفوة ، كلمة خاطئة انفلتت من عقالها في لحظة غضب أو حركة حدثت سهوا في غفلة من فكر يعجنونها بماء خبثهم الآسن، يضيفون اليها كثيرا من التوابل ، يضخّمونها عمدا ويقذفونك بها في حمية ليبرّروا لأنفسهم جبنهم عن اتخاذ القرار الصائب ، أو الموقف المشرف من قضية ما او كلمة الحق التي يجب أن تقال في لحظة عصيبة .

ولماذا تراهم يفعلون ذلك؟

لأنك خلخلت دعتهم وكسلهم في منطقة الراحة التي يتذمرون ان أحد أو شيء زحزحهم عنها فيهبّون وقد سلّوا سيوف الحرب للدفاع عن رأيهم وموقفهم الخاطئ ليسمحوا لأنفسهم بالمكوث في هذه المنطقة الساكنة التي يعرفون في دواخلهم أنه لا بد لهم من الخروج منها لكنهم يماطلون ويجادلون ويسوّفون خوفا وطمعا ، خوفا من مغبة الخروج منها ومواجهة التحديات التي قد يتعرّضون لها وطمعا في استمرار ذلك التوازن الهش وتلك الحياة الهيّنة التي استسلموا لها .

خطة دفاع نفسي قد تكون خسائرها لاحقا كبيرة ولعل الخسارة الكبرى أن تتحوّل غفوة ضمائرهم الى سبات عميق يضيّعون خلاله دنياهم وآخرتهم معا ان لم يسرعوا في ردع أنفسهم والزجّ بها في معارك الحق دون هوادة ودون مواربة.
لكن هيهات فتلك مهمة لا يقدر عليها الاّ ذو حظ عظيم في زمن اشتدّ فيه بأس الباطل وتنكّرت له روح الجمال ، جمال الأرواح وجمال الحياة التي لا تحلو الا بوجود الأرواح الجميلة فيها.
فهنيئا لصغار النفوس بتلك الدنيا التي يعافها الكبار اذ خلت ممّا ينعش الروح ويذكي الفكر وتتقد له الضمائر .✍

قد يعجبك أيضا

أترك تعليقا