54 هناك من يقسو على نفسه و يُمعن في القسوة كلما أخطأت أو زلّت أو فشلت ، فتراه يقوم بجلدها و تأنيبها بل والتنكيل بها و كأنها ألدّ اعدائه.لا يا يا صاحبي ما هكذا تؤتى النفوس الكريمة و ان جانبت الصواب أو لحق بها ضرر منفشل .لا تزيدها همّا على همّ و تطردها من رحمتك و كأنها شيطان رجيم : كفَّ أذاك عنها و سُسْها بالحكمة و العقل و المنطق بدل من تصيُّد هفواتها .فلكل جوادٍ كبوة و لكل فارس سقطة و جلّ من لا يخطئ فالنفوس ان لم تكن أمّارة بالسوء الاّ من رحم ربي فيها ضعف و جانب مظلم و الناجح الهُمامُ لا يخلو من فشل يصادفه في طريقه الى المعالي .جلد الذات الذي يمارسه الكثير من الناس لاسيما الباحثين عن الكمال مضرّ ٌبالنفس مثل تركها على هواها و عدم الامساك بزمام رغائبها و ترشيدها ، الاثنان مفسدة و خير الامور اوسطها فلا ضرر و لا ضرار ، ان احسنت نفسك فكافئها بما تحبّ و كن ليّن القول معها و شجعها على الاستمرار في اتيان الفضائل أو النجاحات ، و ان اخطأت و انزاحت قليلا أو كثيرا عن جادة الصواب أو ان حَدَثَ و رسبت في امتحان أو سقطت رغم الجدّ و الاجتهاد في الوصول الى هدف ما فلا ضير ان تقف معها وقفة “فحولة” تدرس فيها معها أسباب الفشل و مبرّراته و تراعي الظروف و تأخذ في الحسبان كل ما أحاط بها في تلك الفترة و لماذا لم تؤتِ جهودك ثمارها لتستطيع الوقوف على أرضية صلبة هيّأتها لك العبرة من التجارب السابقة و تتفادى الوقوع مرة أخرى.كن شهمًا مع نفسك حتى لا تجعلها فريسة لليأس و القنوط ، للاكتئاب و الامراض النفسية التي يصعب الخروج من دائرتها الهوجاء في هذا الزمن العصيب.كن مسامحا فالمسامح كريم و افتح امامها بدل الباب الذي انغلق أبوابا اللهُ سيفتحها عليك يرحمته و رفقه و لا تضيّق عليها ما الخالق موسعه لامحالة ان سرّحت النظر في ملكوته و حسن تدبيره للكون و حكمته في تسيير خلقه.ان تعثرت قدمك يا صديقي فقم و امشِ من جديد ،ان أسأت التصرف فعدّل سلوكك و قوّم تصرفاتك و امضِ للأمام ،ان فشلت و أتت النتائج مخالفة لتوقعاتك ففتش عن أسباب الفشل و فكّر في طريقة اخرى قد تقودك للنجاح و اخفض من سقف توقعاتك فالدنيا صعبة و لا تؤتى بالهوج ،ان ضللت الطريق فلا تقل هلكتُ بل انظر الى الافق و قل يا ربّ من لي سواك يغفر الذنب و ينير الطريق و يهدي الى صراط قويم،مهما كانت غلطتك يكفي أن تفيق وتعيَ في لحظة ما أنك غلطان و تبحث عن سبيل الخلاص بتؤدة ، برِفق و لكن بثبات حتى لا تغوص تماما في ما أنت فيه من أذى و ضلال،قاوم نزعات الشر فيك، قاوم “السوداوية” في مقاربة الاحداث ، قاوم “السلبية” في معاملة نفسك ،قاوم الشيطان الذي يسحبك الى القاع و يهوّل أمامك الاحداث و الوقائع و انهض دائما من جديد فلكل نفقٍ مخرج الى النور مهما كان طول النفق.✍ 0 تعليقات 0 FacebookTwitterPinterestEmail حساب الكاتب منشورات الكاتب ناس وضمائر رجال رائعون حقا! كتّاب منّا لكن علينا انتهى الدرس يا غبي انهم يدنّسون بيوت الله كيف يموت السنواريون وهيبة جموعي المنشور السّابق اربح نفسك المنشور التّالي Seul Allah ne lâche pas ses fidèles قد يعجبك أيضا حين نتعثر بكلماتنا على لسان الآخرين 2024-05-08 عيد بطعم الرماد 2024-04-11 تعدّدت الأرزاق والرّزّاق واحدُ 2024-03-08 يا ربّ ! 2023-11-14 ليلة رعب في غزة 2023-10-28 اربح نفسك 2023-09-17 أترك تعليقا إلغاء التعليق احفظ اسمي وبريدي الإلكتروني وموقعي في هذا المتصفح للمرة القادمة التي أعلق فيها. Δ